شباب النور المبين
ياهلا و ياغلا
نتمنى لك دوام الصحة و العافية وارجو منك التسجيل فى الموقع
في منتديات التميز
منتديات شباب النور المبين
و بارك الله فيك
شباب النور المبين
ياهلا و ياغلا
نتمنى لك دوام الصحة و العافية وارجو منك التسجيل فى الموقع
في منتديات التميز
منتديات شباب النور المبين
و بارك الله فيك
شباب النور المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب النور المبين

منتدى إسلاميً يدعوا للتمسك بالدين الإسلآمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن منتديات شباب النور المبين عن طلب مشرفين للمنتدى بأسرع وقت ممكن شاكرين لكم حسن التعاون مع تحيات إدارة منتديات شباب النور المبين
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )
ويقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( الدال على الخير كفاعله ) فتصور أن عداد حسناتك يعمل ليل نهار حتى وأنت نائم .. !!

 

 فتاوى تربية الأبناء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعاع النور المبين
* المدير العام *
* المدير العام *
شعاع النور المبين


عدد المساهمات : 434
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
العمر : 31
الموقع : أرض الله الواسعه

فتاوى تربية الأبناء Empty
مُساهمةموضوع: فتاوى تربية الأبناء   فتاوى تربية الأبناء I_icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 8:33 pm

السؤال :

ما أهمية الترابط الأسري والاحترام المتبادل والتعاون في تكوين نفوس أطفال صالحين مطمئنين وينتشرون في الحياة على أسس صحيحة ؟


الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى جعل الأسرة محضناً للأولاد ، كما جعلها لبنة في بناء المجتمع ومن خلال ذلك تبنى الأمة ، ولذلك كانت الأسرة بحاجة إلى أن تكون متينة الصلة حسنة العلاقة يشد بعضها إلى البعض الآخر حنان وعطف ومودة ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم عندما قال الله سبحانه ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة)(الروم: من الآية21) فإن السكون هنا إنما هو سكون القلب وطمأنينة النفس .

ولذلك كان الإنسان جديراً بأن يحرص على المحضن الصالح لذريته قبل أن يتكون المحضن ، ومعنى ذلك أن ذلك قبل أن تتكون الذرية ، ومن هنا كان التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل لنطفه ( اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس ) ، ومن أجل ذلك كان أيضاً التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل الزوجة الصالحة ذات الدين فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) معنى ذلك أن الميزان إنما هو الدين ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة إنما تؤمر أن تختار الرجل الصالح الذي يعينها على الدين ، والذي يتجاوب معها في إطار الفطرة السليمة ويتعاطف معها كما أرشد القرآن الكريم ، وهذا ما دل عليه الحديث الشريف عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) .


ولا ريب أنه إن كانت الأسرة يقوم بناؤها على المودة والرحمة والتعاطف والتفاهم والتلاحم فإنه لجدير أن تكون هذه الأسرة حريصة على أسباب ذلك كله بحيث تتفادى المشكلات فإن ثمرات ارتباط هذه الأسرة الذرية ، والذرية كما هو معروف هم أفلاذ الأكباد وثمرات الفؤاد ولذلك كان حرياً بالإنسان أن يحرص على راحة ذريته وسلامتها واستقرارها ونشوؤها في ظلال الرحمة والمودة وإحساسها بالعطف والرحمة ، وعندما يكون تنافر بين الأب والأم فإن أثر ذلك ينعكس على الأولاد إنعكاساً سلبياً وقد يؤدي ذلك إلى أن ينشأ الولد شاذاً بسبب ما يراه من تنافر أبويه لأنه يسخط على الواقع ومن خلال سخطه على الواقع يسخط على المجتمع ويسخط على الأمة ويسخط على الحياة ، ولذلك يكون شاذاً في تصرفه وسلوكه وأعماله وهذا هو الذي يؤدي إلى وجود أقوام في هذه الحياة يكونون عبئاً على المجتمع من خلال تصرفاتهم ومن خلال أعمالهم .

فمن هنا كانت الضرورة إلى التفاهم وإلى المودة وإلى التعاطف ، وهذا معنى يجب أن يدركه الرجال والنساء معاً ذلك لأن كل واحد مسؤول من جانبه ، فالرجل مسؤول والمرأة مسؤولة ، الأب مسؤول والأم مسؤولة .

فلذلك من كان من الضرورة أن يتعاون الأب والأم على تربية الأولاد تربية صالحة ، تربية تقوم على أساس المودة بين الأبوين وخشية الله تبارك وتعالى وحب الخير لأولادهما لينعكس أثر ذلك كله في حياة الأولاد ، فإن الولد كالمرآة الصافية ينعكس عليها كل ما يقابلها ، وماذا عسى أن تكون حالة هذه المرآة عندما تكون لا تعكس إلا الشقاق والنفرة والخلاف ، أو عندما تكون لا تعكس إلا الأمور الشاذة التي فيها مخالفة للفطرة ومخالفة لدين الله سبحانه وتعالى ، لا ريب أن ذلك مما ينغرس في نفسية الطفل ويؤدي به ذلك إلى أن يكون كما قلت ناقماً على الحياة شاذاً في مجتمعه ، والله تعالى المستعان .



السؤال :

الخلاف طبيعة البشر وحتى عند الزوجين الخلاف حاصل لا محالة ، فإذا حدث شجار أو خلاف كيف يكون التصرف ؟

الجواب :

لا شك أن الخلاف من سنن الحياة ولا يمكن أن تصفو الحياة دائماً، وقد أجاد الشاعر عندما قال في وصف هذه الحياة :

جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذار والأكدار

لا يمكن أن تكون الحياة صافية ، ولذلك كانت الأسر تتعرض للخلافات ، وما من أسرة إلا وقع فيها خلاف ، وهذا أمر معلوم ولكن هنالك أمور تعالج هذا الخلاف ، في بيت النبوة كان خلاف ، كان شيء من الحساسية ، كان شيء من التجاذب والتدافع قد وقع ذلك بين أمهات المؤمنين ، ووقع ذلك بينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم نفسه ، وقد آلى النبي صلى الله عليه وسلّم من أزواجه شهراً بسبب هذا الخلاف نفسه ولأجل ردعهن ، ولكن مع هذا كله هنالك فطر سليمة ، هذه الفطر ترد هذه النفوس إلى الخير ، وتبعثها على العمل بما يرضي الله ، وتجعلها تدّكر ، وتجعلها ترعوي عن غيها وتثوب إلى رشدها ، فمن الضرورة بمكان أن يكون كل واحد من الزوجين يحس بمسؤوليته ، ويعرف مدى ما تحمّله من أمانة الله تعالى من خلال هذه العلاقة الزوجية ، لأن هذه الأمانة ليست أمانة بشرية وإنما هي أمانة الله تبارك وتعالى إذ كل واحد منهما مسؤول عن تربية الأسرة فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، ومسؤول أيضاً عن الحقوق الزوجية فيما بينه وبين الله ، فلذلك يؤمر الزوجان جميعاً أن يتقيا الله سبحانه ، فعندما ينشأ الخلاف لا بد من التذكير ، والمرأة بطبيعة الحال قد تكون أكثر حدة وأكثر نُفرة لما يطرأ عليها من أمور طبيعية من بينها الدورة الشهرية ، فإن للدورة الشهرية تأثيراً على سلوك المرأة وعلى طبيعتها ، ومن أجل ذلك أُمر الرجل أن يتقي الله في امرأته في خلال هذه الأيام ، ومن هذا أنه حَرُم عليه تطليقها إبان الدورة الشهرية لأنها قد تكون سريعة الانفعال في هذه الفترة ، وهذه بعض الحكم التي ينطوي عليها التشريع الرباني في أن لا يطلق الرجل امرأته إلا في طهر لم يباشرها فيه ، أي أنه يحرم عليه أن يطلقها إبان عدتها ، وبسبب أن المرأة قد تتعرض لبعض هذه الحالات الشاذة مع أن كثيراً من الرجال أيضاً قد يكونون ضيقي العطن ، تضيق صدورهم من أي شيء من معاملات نسائهم مع أن الرجال من المفروض عليهم أن يكونوا أكثر احتمالاً .

لأجل هذا – أي لما ذكرته من طبيعة النساء – كان توجيه الأمر الرباني إلى الرجال عندما قال ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)(النساء: من الآية34) ، يعني بما أن الرجل هو القوّام جُعل له أن يعالج هذه الأمور التي تكون في بيته بالتدريج وذلك أن يبدأ أولاً بالموعظة الحسنة ، فإن الموعظة تثير في النفوس الحساسية ، حساسية الخشية من الله تبارك وتعالى ومراقبة الله عز وجل ، فلذلك أُمر الرجل أن يعظ امرأته أولاً ، وأن يذكّرها بسوء العواقب في الدنيا وبسوء العواقب في العقبى .

ثم بعد ذلك إن استمرت هذه المرأة على غيها ولم تثب إلى رشدها وارتكبت ما ارتكبت من الحماقات يؤمر الرجل بهجرها في المضجع لعل في ذلك تذكيراً لها .

فإن تمادت وأصرت على ما هي عليه ولم تقبل أن ترعوي وتزدجر ففي هذه الحالة يضربها ضرباً خفيفاً ، ضرباً غير مؤثر وغير مبرح ، ومعنى ذلك أن يكون هذا الضرب بقدر التأديب لا لأجل أن ينتقم منها ويتشفى منها ويشفي غليله منها فإن ذلك أمر غير محمود .

فإن استمر الشقاق بينهما ففي هذه الحالة تتدخل الأسرتان أسرة الرجل وأسرة المرأة ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)(النساء: من الآية35) ، كل ذلك لأجل تفادي الطلاق ، لأن الطلاق أمره أمر كبير ، الطلاق يؤدي إلى تشرد الأسر وضياع الأولاد ، فالولد يبقى مشرد الذهن لأنه يفقد إما حنان الأم الرؤوم وإما رعاية الأب الحاني ، ولذلك يبقى فاقداً لجزء مهم فإما أن يكون مع أمه مع فقدانه رعاية أبيه ، وإما أن يكون مع أبيه مع فقدانه حنان أمه ، وهذا أمر فيه كما قلنا الكثير من الخطأ والخطر بخلاف ما إذا كان الأبوان مجتمعين جميعاً ففي اجتماعهما الخير الكبير ، وربما تزوجت الأم وتزوج الأب وكان زوج الأم لا يحتمل أولاد امرأته ، أو كانت زوجة الأب لا تحتمل أولاد زوجها وهذا مما يؤدي أيضاً إلى أن يحس الأولاد بالغربة إما في بيت أبيهم وإما في بيت أمهم ، فمن هنا كانت الضرورة إلى أن يحرص الأبوان ما داما حيين على الألفة وعلى المودة وعلى حسن العشرة بقدر المستطاع .



السؤال :

هل تنصحون إذا ما حدث هذا الخلاف ولم يلتزموا بهذه النقاط الذي ذكرتموها ، هل تنصحون الأبوين أن يكون بينهما اتفاق في تفريغ هذا الاحتقان بعيداً عن سمع ومرأى الأولاد ؟

الجواب :

نعم ، إن لم يكن هناك بد من المناقشة الحادة بين الأبوين ، المناقشة التي تثور فيها العواطف وتهيج فيها مشاعر الغضب فالأولى أن يكون ذلك في جو بعيد عن حضور الأولاد حتى لا يشهد الأولاد مثل هذا الخلاف الحاد .



السؤال :

في وسط ما نراه الآن من انفتاح في العلاقات وما يراه الشباب في التلفزة ووسائل الإعلام ، ما الذي يجب على الآباء فعله لأبنائهم مع دخولهم سن المراهقة وحدوث تغيرات نفسية وفسيولوجية ؟

الجواب :

في هذه الحالة يجب على الآباء قبل كل شيء قبل هذه المرحلة أن يهيئوا أولادهم لهذه المرحلة بالتربية الصحيحة السليمة من بداية نشوءهم وذلك أن يغرسوا فيهم تقوى الله تبارك وتعالى والتعلق بالله عز وجل وذلك من خلال سلوك الأبوين نفسه ، فإن سلوك الأبوين كما قلت ينعكس على نفسية الأولاد ، فعندما ينشأ الولد وهو يرى الأب يتقزز من الأمور المنكرات ، ويرى الأم تتقزز من الأمور المنكرة ، ويرى كل واحد منهما حريصاً على الطهر والعفاف والنزاهة ، يرى كل واحد منهما يغض بصره عن الحرام ، ويحرص على تجنب مسالك الغي والضلال فإنه ولا ريب ينشأ هذا الطفل وهو يُعظّم القيم ويُجل الأخلاق ، ينشأ على حب الأخلاق الكريمة ، وينشأ على تقدير القيم السامية ، ومن ذلك أيضاً أن يكون الأبوان ملتزمين للصدق متجنبين للكذب حريصين على الحلال في قوتهما وفي كل شيء فإن هذا مما ينعكس أثره على الطفل ، فإذا جاء إلى هذه المرحلة - مرحلة المراهقة - وكان الأبوان بهذا القدر فإنه ولا ريب هو يحرص أيضاً على تجنب ما عساه أن تُرميه إليه نفسه ويقوده إليه شيطانه .

ومن الضرورة بمكان والعالم كما قلنا أصبح الآن شبه قرية ، والإنسان وهو في داخل بيته في عقر داره وبين جدران حجرته يغزوه غزو عالمي يقتحم عليه الحواجز ، ويتخطى السدود ، ويلج إلى داخل البيوت بدون استئذان فمن هنا كانت الضرورة إلى البرمجة التي تجعل الأولاد لا يشاهدون ولا يسمعون مما يبث ومما يعرض من خلال الشاشات عبر التلفاز أو شبكات المعلومات أو غيرها إلا ما فيه تهذيب للأخلاق وسمو بالنفس وتربية للضمير وإرهاف للحس بحيث لا يُرخى العنان هكذا لينظر الأولاد ما يشاءون وليتأملوا ما يريدون فإن عاقبة ذلك عاقبة خطيرة على الأولاد أنفسهم وعلى مجتمعهم ، فالأب في هذه المرحلة يجب عليه أن يكون حساساً يراقب أولاده بدقة ، كذلك بالنسبة إلى الأم أيضاً عليها أن تكون حساسة وهي العين الناظرة عندما يكون الأب غائباً فعليها أن تتقي الله في أمانتها وأن تراقب هؤلاء الأولاد ، أن تراقب أفلاذ الأكباد مراقبة دقيقة لئلا يقعوا فيما لا تحمد عاقبته .



السؤال :

كيف يكون التصرف في مثل هذه المراقبة لأن علماء النفس وعلماء التربية يقولون أن الشاب إذا وصل إلى سن المراهقة وكذلك الفتاة فإن تغيرات فسيولوجية ستكون في حياتهما فيكون بينهم وبين الوالدين صراع حول القيم والمبادئ فلا يكون هناك انسجام ، فإذا كانت هناك مراقبة شديدة من الوالدين للشاب الذي يكون في سن المراهقة فإنه سينفر منهما وسيذهب إلى أصدقاءه في الخارج ، فكيف تكون المراقبة ؟

الجواب :

هذا أمر يجب أن يوضع له أساس من قبل ، كما ذكرت أولاً يجب على الأبوين كليهما أن يمهدا للتربية في هذه المرحلة بالتربية فيما قبل هذه المرحلة


وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوّده أبوه

ينشأ الولد على ما عوده عليه أبوه ، وعلى ما عودته عليه أمه ، فإن نشأ هذا الولد وهو يسمع الكلام الطيب من أبويه ويرى السلوك الطيب منهما ويرى الصورة المثلى في سلوكهما ويشدانه أيضاً بحديثهما إلى السلف الصالح فإنه ولا ريب تتهيأ نفسه لكل خير ، ومن المعلوم أن كل واحد من الأبوين له أثر لكن الأم هي المدرسة الأولى

الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت جيلا طيب الأعراق


الأم هي المدرسة الأولى ، الأم جديرة بأن تعرف كيف تربي أولادها ، ونحن نرى في التاريخ كما قيل وراء كل عظيم امرأة كيف استطاعت الأمهات الصالحات أن يربين أولادهن على الصلاح وعلى الطهر وعلى النزاهة وعلى حب الخير ، ومن خير الأمثلة التي تدل على ذلك قصة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه التي ربته أمه ، وأمه هي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكما ذكرنا اختيار المحضن الصالح للأولاد أمر مهم ، هذه المرأة لها تاريخ صالح جدها أبو أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأمها كان لها تاريخ عند عمر كان لها شأن ، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في أثناء الليل يجوب طرق المدينة لينظر أحوال الناس ويكتشف ما عسى أن يقوم بإصلاحه من المنكر والفساد فلذلك كان يحرص على أن يجوب طرق المدينة في الليل ويتحسس أحوال الناس فبينما هو في ليلة من الليالي يمر إذا به يسمع صوت امرأة تقول لابنتها : امذقي اللبن . أي اخلطي اللبن بالماء ليكثر هذا اللبن ولترتفع قيمته . فقالت لها : إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك . فقالت لها : ومن أين أن يعلم أمير المؤمنين بشأنك . فردت عليها بأنه إن لم يعلم هو فربه هو العليم بذلك هو الذي لا تخفى عليه خافية ، فأعجب بمنطق هذه الفتاة وسأل عنها بعد ذلك وهل هي مشغولة أو غير مشغولة أي هل متزوجة أو غير متزوجة ، فتبين له أنها غير متزوجة فأمر ابنه عاصماً أن يتزوجها ، وقال : أرجو أن تلد من يملأ الأرض عدلاً بعد أن تملأ جورا . فولدت لعاصم ابنتها وهذا الابنة تزوجها عبد العزيز بن مروان ، وعبد العزيز هو معلوم من الأسرة الأموية الحاكمة هو أخو عبد الملك بن مروان وكانت هذه الأسرة بلغت من الطغيان مبلغاً عظيماً ، وبعد هذا كله ولد عمر بن عبد العزيز من ابنة تلكم الفتاة التي توسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيها الخير ، فلما ولد نشأ على تربية أمه وكانت تغذيه بسيرة جدها العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتحدثه بمآثره وسلوكه ومواقفه فكان لذلك أثر كبير عليه ، ولذلك عندما شب عشق سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعندما أفضى إليه الأمر حرص على أن يطبق هذه السيرة وكان كما قال عبدالله بن الأهتم ، وكان عبدالله بن الأهتم من ضمن الذين وفدوا على عمر بن العزيز بعدما ولي الخلافة ولما دخل عليه لم يستأذنه وإنما وقف بين يديه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وسلّم وصلى عليه ثم قال : أما بعد فإن الله خلق الخلق غنياً عن طاعتهم آمناً لمعصيتهم وهم في المنازل والرأي مختلفون ، والعرب بِشر تلك المنازل ، تستباح دونهم لذات الدنيا ورفاهتها حيهم أعمى وميتهم في النار ، فلما أراد الله إكرامهم بعث الله إليهم رسولاً من أنفسهم عزيز عليه ما عنتوا حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه .. إلى أن ذكر ما ذكر ، ثم ذكر بعد ذلك ما كان بعده صلى الله عليه وسلّم من سيرة الخلفاء الراشدين ، ثم أشار إلى الانحراف الذي حصل ثم قال : ثم إنك يا عمر ابن الدنيا ولدتك ملوكها وألقمتك ثديها ، فلما وُليّتها ألقيتها حيث ألقاها الله ، وآثرت ما عند الله ، فالحمد لله الذي جلا بك حوبتها ، وكشف بك كربتها ، فامض ولا تلتفت فإنه لا يغني عن الحق شيء . هكذا سار عمر هذه السيرة مع إنه ابن الملوك الذين ودوا بحب الدنيا ، وهو نفسه عمر رضي الله عنه نشأ في بيئة فيها الترف إلا أن تربية أمه هي التي ارتفعت به عن الهبوط في دركات ذلك الترف إلى أن عشق سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحاول أن يعكسها في حياته ، فإذا هكذا تربية الأم .

فالأب إذاً عندما يمهد لهذه المرحلة بحسن التربية ، والأم تمهد لهذه المرحلة بحسن التربية من أول الأمر بحيث يغرسان العقيدة الصحيحة والقيم الرفيعة في أولادهما منذ بداية الأمر منذ بداية التعقل والفهم والإدراك لا ريب أن ذلك مما يجعلهما قادرين بعد ذلك على التحكم فيما يطرأ على أولادهما من العواطف الجياشة ومن أسباب الخلاف في مرحلة المراهقة ليتجاوزا هذه المرحلة بسلام إن شاء الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-almobin.own0.com
 
فتاوى تربية الأبناء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاوى وسائل الاتصالات والانترنت
» فتاوى السحر
» فتاوى الحج
» فتاوى الحج
» فتاوى متنوعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب النور المبين :: ( نور المواضيع الأسلاميه ) :: فتاوي إسلامية-
انتقل الى: